الفرق في الأجور بين الجنسين: ما يجب معرفته


على الصعيد العالمي، يبلغ متوسط الفرق في الأجور بين الجنسين حوالي 18٪ حيث لا تزال المرأة غير ممثلة في القطاعات ذات الأجور المرتفعة والتي يشغلها الرجال في الغالب. تتركز الوظائف الأكثر طلبًا وذات الأجور المرتفعة في صناعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات)، حيث تشكل النساء نسبة صغيرة نسبيًا من القوة العاملة.

وفقا للمادة 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمل المتساوي. إن مسألة المساواة في الأجر مهمة للغاية لدرجة أن منظمة العمل الدولية اعتمدت الاتفاقية الخاصة بمساواة العمال والعاملات في الأجر عام 1951ووفقا للمادة 2 من هذه الاتفاقية، يجب على كل عضو من أي مؤسسة   ة تشجيع وضمان تطبيق مبدأ المساواة في الأجر بين الرجال والنساء. ويضمن تطبيق.

على مدار السبعين عامًا الماضية، وبهدف القضاء على عدم المساواة في الأجور بين الرجال والنساء، تم اعتماد العديد من الأنظمة على المستوى الدولي وعلى مستوى الدول الفردية. ومع ذلك، على الرغم من جميع المتطلبات المعلنة للمساواة في الأجر، فإن مبدأ المساواة لا يطبق دائمًا.

الانجاز الصامت

يسعى المجتمع إلى رفع مستوى التواضع لدى الفتيات، وينشأن على قناعة بأنه ينبغي ل عليهن اخفاء مميزاتهن وعدم الافصاح عن إنجازاتهن – فسيتم تقديرهن دائمًا بشكل صحيح. دخلت النساء في مجال العمل بعد الرجال بكثير وتحديداً في نهاية القرن التاسع عشر وبالتالي فإن تاريخ عمل المرأة المأجور ليس طويلاً. وعلى الرغم من أنه في الوقت الحاضر عدد الاناث اللواتي يحصلن على الدرجات العلمية العليا ا ويحملن درجات متميزة أكبر من عدد الذكور من بين خريجي الجامعات، في الوقت نفسه، تتمتع النساء، كقاعدة عامة، بتدني احترام الذات المهني ، وبالتالي فإن العديد من النساء في المقابلات يقبلن من صاحب العمل راتباً مشابهاً للراتب الذي حصلن عليه من قبل – او أقل.

العمل الجزئي

العامل الأكثر تأثيراً على الفرق في الأجور بين الجنسين هو العمل بدوام جزئي حيث يعمل أقل من 15% من الرجال بدوام جزئي، وهناك ثلاث مرات أكثر من النساء، وهذا مؤشر مهم حيث يحصل في العادة العاملين بدوام جزئي على أجور ساعية منخفضة ولا يكمن سبب انخفاض الأجور بانخفاض عدد ساعات العمل بل بمعدل الأجور لهذه الفئة من العاملين ولأن اغلبهم من النساء.

“المرأة في مجال العمل”

يعد عمل الرجال في مهن مرموقة سبباً آخر من مسببات فرق الاجور بين الجنسين، والصورة النمطية المعروفة أن المصرفيون والمستثمرون والمدراء التنفيذيين هم من الرجال، بينما أغلبية من يشغل مهن التمريض والتعليم هم من النساء، ولكن هذا أكثر من نمط، حيث تثبت الإحصاءات الرسمية أن الرجال يشغلون المناصب العليا بنسبة أعلى من النساء وبأجر أقل بشكل ملحوظ.

من المهم أيضًا الإشارة إلى أن ثقافة المجتمعات وتقاليدها تلعب أيضًا دورًا مهمًا في ممارسة المهن وتلقي الأجور.

تؤكد البيانات الرسمية أن الرجال هم أكثر عرضة للعمل في مناصب إدارية عليا، بينما يعمل عدد أكبر من النساء في القطاعات منخفضة الأجر، مثل السكرتارية أو الممرضات. لذلك، إذا نظرنا إلى جميع العمال بشكل عام وأخذنا متوسط الأجر، يتبين أن المرأة تكسب أقل من الرجل.

الأمومة:

الأمومة عامل آخر يساهم في الفجوة في الأجور بين الجنسين، قد يكون هذا بسبب التوقف المؤقت عن العمل أو لساعات العمل الأقصر، مع رغبة المرأة في اختيار ظروف عمل أكثر ملاءمة للأسرة وبأجور أقل. وتقوم المنهجية النمطية في التوظيف والترقية بالمحافظة على الفجوة في الأجور بين الجنسين حيث تقوم بإعاقة التطور الوظيفي للأمهات العاملات.